قلم : مرام أبو عيد
"اذا أردت أن ترقى بذاتك انتقد أفعالك ولا تنتقد ذاتك"
في لحظة ما تشعر أن حياتك تسير إلى غير الاتجاه الذي تريد، تنظر إلى سنين عمرك السابقة، فلا تشعر أنك قد فعلت فيها كل ما تطمح إليه! تنظر إلى ما هو قادم وتدعو أن يهبك الله القدرة والطاقة والقوة على أن تفعل فيها كل ما لم تستطع عمله، وتنجز فيها الكثير الكثير، لذا ومن هنا أقول: حاول دائما أن تزرع بداخلك أهدافاً قوية براقة، واعمل جهدك في تحقيقها، واحذر أن تكون أهدافك مجرد أمنيات أو رغبات فتلك بضاعة الفقراء. ما أكثر اولئك الذين يعيشون في دائرة الأماني وليس من واقعهم شيء يذكر لذا اعمل دائما أن يكون هدفك نابعاً من قيمك ، ومبادئك ، وتقتك بنفسك...
إن الثقة بالنفس كقلعة من الرمال، من الصعب بنائها، ومن السهل هدمها لذلك علينا جميعا أن نكون على ثقة بأنفسنا، قبل أن نثق بمن حولنا، ويجب علينا تطوير ذاتنا لأن شخصيتنا هي ما يميزنا عن غيرنا من البشر، فنحن كبشر لا نتميز عن غيرنا إلا بالشخصية القيادية والواثقة من نفسها، المؤمنة بقدراتها مهما واجهت من تحديات وعقبات ورمي بسهام الكلمات، تلك الكلمات التي قال عنها علماء الاجتماع بأنها تفوق أي قوة توصل لها الانسان، كالكهرباء والطاقة النووية لذلك كانت كلمات العلماء والأدباء والشعراء أقوى من أي قوة أخرى.
فتقدير الذات مهم جداً حيث أنه هو البوابة لكل أنواع النجاح الأخرى المنشودة، عندها يجب أن تحدث ثورة أو إن صح التعبير قوة نفسية في داخلك، تدفعك لتغير تلك الأفكار السلبية.. فقوة التغيير في أعماقك تنتظرك حتى توقظها من سباتها، وأن تكون على ثقة مطلقة بأنك ستصل إليها بإذن الله ..
في اللحظة التي تنوي فيها التغيير سوف تجد أن الله معك فهو القائل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) تأمل هذه الآية، كم تعطيك من قوة لتغير نفسك باتجاه الأفضل والاتجاه الذي يرضي الله عنك؟ لأن الجهاد المقصود في الآية هو جهاد النفس وجهاد العلم وجهاد الدعوة الى الله وجهاد الصبر على أذى الاخرين... فهذه الآية نزلت في مكة ولم يكن الجهاد بالسيف قد فرض، ولذلك هي تتحدث عن تغيير ينبغي عليك أن تقوم به في نفسك أولا ثم في غيرك..فتطوير الذات مهمة مستمرة دائما لا تتوقف عند حد أو عمر.
التدوينات المنشورة في قسم "بأقلامكم" لا تعبر بالضرورة عن زيزفون