قلم : إيناس عرابي
"شو بدك تصير بس تكبر؟"
ربما كان أكثرَ سؤال تم طرحه علينا منذ أن بدأنا الكلام؛ حيث تطور شكل هذا السؤال وتغير بمرورالوقت، إلا أنه أبقى على مغزاه دائماً، إلى أن وصلنا إلى المرحلة الثانوية، و أصبح "ما الذي تنوي دراستهُ في الجامعة؟"
و كتنوعهِ تنوعت إجاباتنا، فمن الإجابة المشتركة لمعظم الأطفال "دكتور/ة و مهندس/ة" إجابة كانت تحكي بلسان المجتمع أكثر من لسان الطفل نفسِه، إلى "طيار ولاعب كرة قدم ومعلمة ورسامة" وغيرها، إجابات لم تلقى تشجيعاً كافياً على كل حال.
كبر كل أولئك الأطفال ودخلوا شبكات التواصل الاجتماعي، وقاموا بنشر وسم (هاشتاغ) بعنوان #أحسن_مهنة_تشوف_نفسك_فيها، إلا أنّهم أجابوا إجاباتٍ مختلفةً هذه المرة، إجابات تتوافق أكثر مع زمن أعاد صياغة هذا السؤال القديم، هو ليس "ماذا تريد؟" بل "أين ترى نفسك؟" و شتان بين السؤالين وإن تشابه ظاهرهما، أن ترى نفسك في مهنة ما ليس بالأمر الهين، إنه يتطلب أكثر من إدراك لقدرات أو مهارات، يتطلب فَهماً عميقاً لنفسك، يجعلك تدرك المهنة التي ستسيقظ لأجلها صباحاً دون تأفف، مهنة ربما يوقظك شغفك بها قبل المنبه.
طبعاً لم تخلُ الإجابات من الردود التهكمية، بعضها تهكماً من السؤال الذي طُرِح في وسط يسمح بمهنٍ محددة ويمنع بطبيعته مهناً أخرى، فالعامل الاقتصادي مثلاً في منطقتنا له دورٌ كبير في تحديد مسارات حياتنا، والكثير أُجبروا على ترك أحلامهم، مقابل مهنٍ تضمن لهم مستقبلاً أكثراستقراراً مادياً، بالإضافة إلى العامل الاجتماعي والذي بطبعه يرفع أصحاب مهن معينة، و ينظر باستخفاف لكمٍ هائل من المهن الأخرى.
وأنت، ما هي المهنة التي ترى بها نفسك؟
أترككم مع تفاعلات مستخدمي هذا الهاشتاغ:
"مهنتي الحالية فأنا مقتنع فيها ولله الحمد والمنة"
"قد لا تتوظف في المهنة المحببة إليك .. عود نفسك أن تكون مبدعاً أينما كنت لتحقق الرضاء الوظيفي"
"الأمين العام للأمم المتحدة شغلتي أعبر عن قلقي"
"ممرض لأني أحب أساعد الناس وأحب أعينهم وأوقف معاهم"
"رحالة، أسافر من مكان لمكان، واشوف أماكن في العالم أنا هموت وأشوفها"
"ناشطة في حقوق المرأة، ومصممة أزياء"
" تمشي معاي مهن الحرف اليدوية.. أحس أني ببدع فيها"