قلم : آية برهم
إن الوعي بالذات يتجاوز كل الآفاق، فهو قمة الإحساس والفهم للنفس بأعلى صوره، هو الإدراك والخوض في أعماق الشخصية، وهو العملية المستمرة في البحث والتنقيب بالداخل، فلا شك إذاً أنه المحك، وكيف لا؟ فاذا أصلح المرء نفسه أمكنه أن يصلح ما حوله، وإذا فسد فقد أفسد ما حوله، فاذا استطعنا أن ننشر بأمتنا الوعي فقد أوجدنا الأسس الضرورية في نشر الطاقات الهائلة.
لذلك يتطلب منا أن نطور حساسيتنا اتجاه سلوكنا اليومي وممارسة التركيز على تفاصيل شخصيتنا، فالملاحظة والتوقف هي مفتاح الوعي الذاتي، فنحن نقضي جل وقتنا ونحن نراقب الاخرين وننسى أنفسنا، ولا نكرس وقتاً لملاحظة تصرفاتنا في تفسيرها وتطويرها.
رحلة التعرف على الذات ما هي إلا بصائر للدارسين تتدفق على نفوسهم، فإذا هي مشعة ومبصرة وسالكة سبيل الرشاد، فإذن ما زالت الفرصة سانحة لعمل شيء أفضل والنهوض بالنفس والسمو بها.