قراءة : أصالة البطاينة
بدءاً ؛ هذه الرواية غير تقليدية بتاتاً. هي رواية اجتماعية للكاتب المصري ( د.أحمد خالد توفيق).
تدور أحداث الرواية في سنة 2023 م ، حيث يظهر فيها انقسام مصر لطبقتين اجتماعيتين وانعدام الطبقة الوسطى ؛ تُظهر تماماً الفروق بين الطبقات، لكنها تُرينا أيضاً تشابهاً مروعاً؛ كلا الشخصيات من الطبقتين تعامل الأخرى بنفس التفكير: (أنا بخير ، وأنت لست كذلك).
صدرت هذه الرواية عام 2008، وكانت رؤية سوداويّة لمستقبل مصر، لكنّها حتماً تنبأت بالثورة قبل وقوعها !
كلمة "يوتوبيا" ؛ هو مصطلح يصف الدولة الفاضلة ، وهي ضرب من التأليف أو الفلسفات التي يتخيل فيها الكاتب الحياة في مجتمع
مثالي لا وجود له، مجتمع يزخر بأسباب الراحة والسعادة لكل بني البشر أما مدينة " يوتوبيا" في روايتنا هنا..فهي مدينة للأغنياء فقط، يحرسها رجال المارينز الأمريكان، نجد بها كلّ ألوان الرفاهية والتبذير والحرية التي لا تحسب حساباً لأيّ كان.
رؤيا محتملة لمستقبل مصر، حتى مع قيام الثورة. أنا أرى أن انعدام الطبقة الوسطى لربما سيقود للوصف الذي تم ذكره في الرواية. رواية سوداويّة ورؤيا كذلك! إذا كانت يوتوبيا قد وجدت على أرض الواقع للحظة واحدة، أنا أخشى أنها ستلتصق لتغدو مدينة حتميّة أبدية!!
"قال لي سالم بيه: أنت تقرأ كثيراً..أنت مجنون! قلت له: إن القراءة بالنسبة لي نوع رخيص من المخدرات، لا أفعل بها شيئاً سوى الغياب عن الوعي، في الماضي-تصور هذا- كانوا يقرأون من أجل اكتساب الوعي!"