بأقلامكم - رسالة إلى أبي

  

مرام أبو عيد

 


رسالة عرفان؟ رسالة تقدير؟ أي شكر وأي تقدير؟ ماذا أكتب وأنت أبي؟ فما أكتبه لك ليس عرفاناً، ولا هي رغبة في الكتابة لأجل الكتابة، إنه شعور خفي يدفعني لأدون لحظة صدق، وقطرات تتلألأ أجهل مصدرها، تدفعني لأقول لك كم أحبك يا أبي..كانت كلمات خرجت من قلبي قبل أن تصل إلى قلمي.. هي كلمات حب صغيرة، ولدت دون تفكير، هكذا أردت أن أوصلها إليك، محررة من تنميق الأسلوب وبلاغة اللغة، بسيطة وبنفس الوقت عميقة.. فما أجمل ذلك الإنسان الذي يحمل بين جنباته قلبا أصفى من ماء الورد، وأنقى من قطرة الندى.. تلك القطرة التي تغسل وجه الأوراق من غبار الأنام الذي علق بها.. 

حاولت البحث عن شبيه لك يا أبي في طيبة قلبك، في قوة صبرك! لكنك أفسدت جميع الرجال في نظري.. ولا أحد يشبهك..! لأنك أنت من يكفف دمعي حين أبكي كالأطفال بين يديه أنت من تسمعني حين أتعب من أيامي ومن كلماتي ومن أوراقي ومن كتبي تمد يدك الحنونة الى رأسي وتبشرني بأن أحلامي سوف تتحقق، باختصار لأنك "أبي"..

يا من ملكت قلبي..تخونني العبارات والكلمات التي أحاول أن أعبر فيها عن حبي لك فالحروف رغم كثرتها عاجزة عن وصفك يا أبي..

أبي الحبيب.. أنت أيضا صديقي..أجمل اللحظات هي التي أرافقك فيها للمساجد.. أو أتحدث معك عن أمور الدين و الدنيا..

أبي أنت صاحب مبدأ في الحياة.. لم أر مثلك.. صدقا والله يا أبي.. تسارع للخير.. تفتح الأبواب للناس.. شهد لك القاصي و الداني بالصلاح.. زرعت فينا حب الخير و العطاء.. علمتنا أن السعادة إنما هي في تطهير القلب من الكبر و النفاق و العجب والعطاء ..و أن الايمان ليس صلاة و كلاماً فحسب.. علمتنا حب المساكين و التواضع و الحنية و الجدية.. علمتنا كل مبادئ الخير.. حتى أني كلما قرأت شيئا عن الأخلاق في الاسلام.. إلا ووجدت أنك زرعت بذرته في قلوبنا.. لهذا لم يصعب علي الإلتزام بالاسلام.. لأنك كنت بفطرتك تربينا على مبادئه.. فجازاك الله عنا كل خير..لقد أحسنت تربيتنا..

أبي.. ما أعظمها من كلمة..ما إن أنطق بها وأشعر أنني غارقة في الخجل..إجلالاً وإكباراً وإحتراماً..

أبى شكراً لجعلي في حياتك أميرة .. شكرا لكونك أباً رائعاً حنون .. إسمح لي ب لحظات جنون..منها تعلمت من أنا..وكيف أكون..!

التدوينات المنشورة في قسم "بأقلامكم" لا تعبر بالضرورة عن زيزفون

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر