كتاب وقارئ - استرداد عمر

 

قراءة: رغد الطوخي




كم كثيرة هي كتب السيرة المكدسة في رفوف مكتباتنا، وكم تثاقلنا من قراءتها إلا في حالات البحث العلميّ المفروض علينا، فنحن لم نجد فيها ما يشدنا أو يجعلها قريبة منا، هي قصص تاريخية تروى لا غير، و لكن ..

كم كان حريّاً علينا العودة إليها والاستقاء منها في ظل عصر الضياع الذي نسكن فيه، وكم نحن بأمس الحاجة لنهج سيرة وحياة ننتفع به ونأخذ منه شعلات ضياء لدربنا في هذه الحياة.

لقد كان للكاتب الرائع د. أحمد خيري العمري هذه الوقفة التأملية لكتب السيرة، حيث قام بوصل ذاك الماضي المشرق وهذا الحاضر العشوائي بجسر من التعاليم التي تساعدنا على إعادة الازدهار لعالمنا الإسلامي بعدة كتب لاقت قبول مهيب من القارئ الذي يسعى للنهضة.

ومحطتي معكم في هذا المقال كتاب استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة الذي يتحدث عن سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب بأسلوب حواريّ شيق، يجعل القارئ يمتثل في خياله لكل مشهد من حياة عمر، وأن يبحث في ذاته عن عمر، أن يرقع كل فجوة روحية وفكرية في نفسه من شخصية عمر، أن يتعلم كيف يصنع عمر في أبنائه.

الكتاب مقسم لعناوين شيقة تجعلك ترتب تلك الشخصية العمرية في نفسك بتسلسل تاريخي على نسق وربط مقنع للأحداث، جميل ذاك الأسلوب للدكتور العمري الذي يحاكي به عقولنا قبل عواطفنا.

ولا تستغرب إن سالت منك دمعت أسى على حالنا هذا اليوم ووجدت في نفسك الحاجة الماسة لعمر فينا، والأجمل من كل ذلك وجدت نفسك تخطو خطواتك الأولى على درب عمر بن الخطاب.

كل ما بهذا الكتاب يستحق الاقتباس، لكني اخترت لكم التالي :
"كل آيةٍ في القرآن مؤهلة لتحدث ولادة لكل واحد منا.. كل آية مؤهلة لتترك فينا ما يجعلنا نترك بصمة على هذا العالم الذي يحتاج إلى الكثير من "البصمات" لإصلاحه.. الآيات معدة لإحداث هذا التغير.. بقي أن نكون مستعدين لتقبل التغير .. الآيات، الكثير منها، تنتظرنا، لنولد من جديد ..على أطرافها كما ولد عمر "

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر