ميتا - الاختفاء الغامض للأشياء وعودتها المفاجئة


إعداد : نوار طه 



تلاحظ أحياناً اختفاء غرض ما بشكل مفاجئ وغريب، وتبذل كل جهدك في البحث عن الغرض المفقود هنا وهناك، وبعد وقت قصير أو ربما في اليوم التالي تُفاجئ بعودته إلى مكانه الذي يحفظ فيه عادة، أو إلى مكان معروف كان من المفترض أن محاولات البحث الحثيثة التي بُذلت للعثور عليه أن تأتي به، فما الذي حدث؟ كيف اختفى الغرض المنشود؟ وكيف عاد؟

تعرف ظاهرة اختفاء الأشياء وعودتها بال DOP) Disappearing Object Phenomena) وهي أحد تلك الظواهر الغريبة التي تشغل الإنسان، ويسعى لمعرفة أسبابها ومجرياتها، وها هنا بعض الأسباب المتوقعة لها، بعضها طبيعي والآخر يخالطه الخيال:


شرود الذهن


أكثر الاحتمالات الطبيعية وروداً هي أن الشخص الذي فقد الغرض قد غير مكانه ببساطة، أو نسي أين وضعه، وفي الواقع يشغل هذا الاحتمال النسبة العظمى لتفسير أحداث ظاهرة DOP التي يتم الإبلاغ عنها.

فعلى سبيل المثال قد تضع امرأة فرشاة شعرها في نفس المكان دائماً، لكنها الآن لم تعد موجودة فيه، فمن الممكن جداً أن ذهنها كان مشتتاً نوعاً ما فذهبت وهي تحمل الفرشاة إلى مكان آخر، بطبيعة الحال حينما ذهبت لتتفقد الفرشاة استغربت بأنها مفقودة ! وبما أنها تحتفظ بها دائماً هناك فإنها على الأرجح ستبحث بجوارها ولن يخطر ببالها أن تبحث عنها في غرفة أخرى، لماذا ؟ لأنها لن تظن أنها ستفعل مثل هذا الأمر فهي لم تفعله في أي وقت مضى، غير أن تلك الأمور تحدث لنا على نحو أكبر مما نتصوره .

هناك سبب آخر طبيعي علينا اعتباره إذا ما أردنا التحقق بجدية من الظاهرة:

المستعير


لأن احتماله عالٍ أيضاً كالسبب السابق، فعندما اختفت الفرشاة وبعد أن قامت المرأة ببحثها الأولي، ستقوم عندها بطرح أسئلة على الأفراد الذين يشاركونها السكن، وعلى الرغم أنهم قد ينكرون استعارتهم لها، فمن المعقول جداً أن أحد أفراد الأسرة فعل ذلك، والإنكار قد يكون ناتج عن رؤيتهم لملامح الغضب على وجه المرأة أو لأنهم على علم مسبق بأن عليهم أن لا يلمسوا الفرشاة التي لا تخصهم، ومن ثم وبينما تكون المرأة أو (الأم) في مكان آخر من المنزل سيتسلل "المستعير" ليعيدها إلى مكانها، ثم تعود الأم إلى "مسرح الجريمة" وتندهش من عودة الفرشاة إلى البقعة التي "اختفت" منها ولكن هذا سيؤدي إلى نشوء "غموض" في المنزل.

والآن لنبدأ النظر في احتمالات أكثر غرابة..

جن أو روح شريرة


عندما تحدث ظاهرة DOP فإن العديد من الناس يلقون باللوم بشكل جدي على الجن أو الأرواح الشريرة، وتعرف الروح الشريرة عادة على أنها روح خبيثة ولعوب يتضمن نشاطها سماع أصوات غامضة أو موسيقى أو تحرك أغراض لا تفسير له، لذلك عندما يختفي غرض ما فإن بعض الناس سيعتقد أنها من فعل الروح الشريرة.

الاحتجاب


في الحقيقة لا وجود لفرضية علمية تسمح لشيء أو غرض بأن يصبح غير مرئياً، ومن ثم وبعد وقت بسيط يعود ليصبح مرئياً مرة أخرى، إلا أن هذا هو بالضبط التأثير الذي يدركه بعض من عاش تجربةDOP، وإذا كان هذا الغياب المؤقت ممكناً بطريقة ما فإنه يثير الكثير من التساؤلات: كيف ولأي سبب أصبح غرض معين غير مرئي؟ وهل لهذا التأثير صلة حميمة ناجمة عن الاستخدام المنتظم من قبل الشخص؟ أم أنه تأثير مادي أو فيزيائي ناتج عن آليات غير معروفة أو مدروسة في العقل البشري؟

ويمكن أن يكون "الاحتجاب " ظاهرة نفسية، أي أن الغرض ما زال هنا أمامنا حقيقة لكن انتباهنا مشتت لدرجة أننا لا نراه أمامنا، وإن كان يصعب عليك تصديق ذلك يمكنك أن تقرأ عن اختبار الانتباه الانتقائي Selective Attention Test

انتقال في الأبعاد


يبحث العلم في وجود أبعاد أخرى غير الأبعاد الثلاثة التي تحدد المكان الذي نعيش فيه كل يوم، ويشار إلى تلك الأبعاد أحياناً بعبارة: " مستويات أخرى من الوجود "، ويُعتقد "الروحانيين" أن هذه الأبعاد الأخرى تحوي عالم الأرواح وأشكال أخرى من الواقع المقيمة فيها، فهل يمكن تفسير الاحتجاب المؤقت للأغراض أو انتقالها بحدوث عملية انزلاق الأغراض إلى بعد آخر؟ وهل يمكن إلقاء اللوم على نوع من الانتقال المؤقت في الأبعاد؟ إنها بلا شك فكرة جميلة وغريبة!

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر