قلم : مرام أبو عيد
اللغة فكر ناطق، والتفكير لغة صامتة، واللغة هي معجزة الفكر الكبرى. واللغة العربية لغة تحمل رسالة إنسانية بمفاهيمها وأفكارها، استطاعت أن تكون لغة حضارة إنسانية واسعة اشتركت فيها أمم شتى كان العرب نواتها الأساسية والموجهين لسفينتها، اعتبروها جميعاً لغة حضارتهم وثقافتهم فاستطاعت أن تكون لغة العلم والسياسة والتجارة والعمل، والتشريع والفلسفة والمنطق والتصوف والأدب والفن، واللغة من الأمة أساس وحدتها، ومرآة حضارتها، ولغة قرآنها الذي تبوأ الذروة فكان مظهر إعجاز لغتها القومية.
إن القرآن بالنسبة إلى العرب جميعاً كتاب لبست فيه لغتهم ثوب الإعجاز، وهو كتاب يشد إلى لغتهم مئات الملايين من أجناس وأقوام يقدسون لغة العرب، ويفخرون بأن يكون لهم منها نصيب، وأورد هنا بعض الأقوال لعلماء أجانب في أهمية اللغة العربية فيقول الألماني أوجست فيشر "وإذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب آخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب" و الفرنسي إرنست رينان "اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة"
و اللغة العربية هي إحدى اللغات العالمية الخمسة، فقد أظهرت دراسة حول لغات العالم أن اللغة الصينية بكل لهجاتها هي الأكثر انتشاراً حسب عدد السكان، واللغة العربية تحتل المرتبة الرابعة.
إنَّ مما يميز اللغة العربية عن اللغات العالمية الأخرى هو قدرتها على التعبير بمخارج حروفٍ ليست موجودة في لغات عالمية أخرى مثل حرف الضاد، وهي التي وحدت العرب عبر تاريخهم الطويل، وكانت قديماً لغة الحضارة عبر الأزمان والآباد، وهي لغة الضاد التي قال فيها المتنبي في معرض الفخر بأجداده: وَبِهِمْ فَخْرُ كُلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّادَ وَعَوْذُ الجَانِي وَغَوْثُ الطَّرِيدِ" وتتجلى عظمتها أنها لغة القرآن الكريم التي قال فيها: "إنَّا أنزلناهُ قرآناً عربياً لقومٍ يعقلون".
أقامت دولة الإمارات في دبي المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية الذي أسمته "اللغة العربية..صاحبة الجلالة" والذي ينظمه المجلس بالتعاون مع منظمة اليونسكو ومؤسسات أخرى، ويعد المؤتمر باحة يلتقي فيها المسؤولون وصناع القرار بهدف نشر الوعي تجاه اللغة العربية فاللغة العربية فاقت سائر اللغات سحراً ورونقاً وكانت هي "صاحبة الجلالة" بامتياز.