فضفضة - صديقي

 

قلم : دالية البياري

 



بين الحاضرِ و الماضي فترة تحمل الكثير من الإختلافات على جميع النواحي اجتماعية كانت أو علمية، حتى الصداقة تلك النعمة الرائعة الكفيلة برسم ابتسامة على وجوهنا في أصعب أمور حياتنا كان لها نصيب في هذا التغير فما عادت كما كانت!

أثناء تجوالك في أحد مراكز التسوق "المولات" أو سيركَ في الجامعة، جرب معي وأمعن النظر في مجموعة أصحاب"شلة" من حولك، ستلاحظ أن لهم طريقة كلام واحدة وأسلوباَ واحداً، فترى من يصنفون ك"أصحاب الدين" مجتمعين معاً، وأولئك "الجماعة الكول" معاً أيضاً، دون أن يحب أحدهم - في الغالب- مخالطة الآخر، وفي بعض الأحيان تجدهم مقسمين حسب مستوياتهم المادية!

و إن حاولت الجلوس معهم، ستشعر أن رأيهم واحد في مواضيعهم السطحية المعتادة، وفي حالة تطرقهم لحديث مهم وذي مغزى – وما احتمال حصول ذلك؟- فتجد اختلاف آرائهم يتحول إلى خلاف وربما يؤدي للخصام، والغريب أنه برغم توحيدهم الزي والأسلوب فهم لا يعرفون عن بعضهم إلا القليل، فجمعتهم تبدأ بالاتفاق على اسم المطعم الذي ينون التوجه إليه و تنتهي مع خروجهم من باب السينما.

أما قديماً فلم تكن الصداقات كذلك، فعلى بساطة الاجتماع وبساطة طرق التواصل، إلا أن لها نكهة أخرى، فتجد صورة قديمة لأصدقاء يجتمع فيها الملتزم مع غيرالملتزم، والغني مع الفقير و البسيط مع المتعلم، ورغم كل هذه الاختلافات فالجلوس معهم له أجواءه الخاصة، فكلٌ له طابعه المميز ولهجته الدارجة، مما يعكس البيئة التي خرج منها، فكلٌ منهم هو قصة مختلفة، ولصداقتهم بعدٌ جميل، فتجدهم يستغلون فرح صديقهم ليفرحوا معه، ويحزنون لحزن أحدهم ويؤازرونه.

لست أقول أن هذه المعاني الجميلة اختفت، فأنا أؤمن بالمثل القائلإن خليت خربت " كما أنني امتلك أصدقاء لا يكتملُ يومي بِدونهم، ولكنني أسلط الضوء على ظاهرة أخافها وأحببت مشاركتها معكم.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر