مع الحبيب - وأنا خيرُكمْ لأَهْلي


إعداد : نوار طه



حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الزوجيَّة هي نعمَ التطبيق للمعاني القرآنيَّة التي جعلت السكينة أساس هذه العلاقة؛ لذلك نجده عليه السّلام يُكثر من وصية أصحابه بالمرأة، ويحثُّ الأزواج أن يعاملوا أزواجهم معاملة حسنة مستمدَّة من آية الزّواج القائمة على المودَّة والرحمة، فيقول رسول الله : "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلي".

وكان النبي صلى الله عليه وسلم حسن العشرة مع زوجاته، دائم البشر، حريصاً على إدخال السرور إلى نفوسهن، يجلس إليهن، ويأكل معهن، ويحادثهن، ويمازحهن، ويشاورهن، ويستمع إليهن، ويواسيهن، ويطمئن عليهن، ويتغاضى عن تقصيرهن وأخطائهن، عملاً بقول الله تعالى}عاشروهن بالمعروف{، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفها وقال: "اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها، وأعذها من الفتن".

يتفقد زوجاته، ويرعاهن، ويؤنسهن، ويتلطف بهن "كَانَ النَّبِيُّ إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ"، بالإضافة لذلك هو يعلمهن أمور دينهن، وينصحهن، ويوجههن إلى سبيل الخير، فقد أرشد عائشة إذا رأت ليلة القدر أن تدعو فتقول"اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، وأعطى كل زوجة حقَّها من التقدير والإحترام، كما أشرك النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته في مواقف عظيمة كثيرة، وأحداث تهمُّ الأُمَّة بأجمعها.

انظر إلى رأفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بزوجته فيعرف مشاعرها وأحاسيسها فيقول لعائشة رضي الله عنها "أني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عنى غضبى، أما إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين لا و رب محمد، وإذا كنت عني غضبى قلت: لا و رب إبراهيم " ويقابل غَيرة زوجاته مقابلة فيها الكثير من الحلم والأناة، والأحاديث التي تعرض ذلك كثير، وتتمثل قمة حبه في قوله عن السيدة خديجة رضي الله عنها "أني رزقت حُبها".

كما كان حريصاً على القيام بحقوق زوجاته المادية والمعنوية، من نفقة، ومسكن، ومبيت، ومأكل، وملبس، ونحوه مما تحتاجه الزوجة. وقد روي عنه أنه قال "إن الرجل إذا سقى إمرأته من الماء أُجر" وبشر المسلمين بعظيم ثواب الإنفاق على الأهل "أعظم الصدقة دينار تنفقه على أهلك".

والناظر إلى سيرته يجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقَدِّر أزواجه حقَّ التقدير، ويُولِيهم عناية فائقة ومحبَّة لائقة، فكان نِعْمَ الزوج ..تعاملْ مع أخطاء أهلكَ بسماحةٍ ويُسْر، وعالِج الأمور بهدوءٍ واتِّزان، واجعل أمام عينيكَ دائمًا وصيةَ نبيِّكَ وحبيبك صلى الله عليه وسلم حين قال: ((استوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنها خُلِقْنَ من ضلعٍ، وإن أَعْوَجَ ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبتَ تُقيمَه كسرتَه، وإن تركتَهُ لم يزل أعوجًا))؛ فاستوصوا بالنساء خيرًا.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر