كتاب وقارئ - سراج/ رضوى عاشور



قراءة : أصالة البطاينة



رضوى، حيث الإبداع يسري في عروق حروف اسمها.

هي علامة أدبية، وقلمها من أروع الأقلام التي أضاءت صفحات الأدب العربي ، امتازت بأسلوبها السرديّ المختلف، وقدرتها على الخيال بشكلٍ قريب من الروح والقلب والعقل في آنٍ واحد، لها أعمال كثيرة عظيمة، هنا نتناول أحد أعمالها صغيرة الحجم عظيمة المغزى .

"سراج" هي فكرة. رواية لا تتجاوز عدد صفحاتها المئة، لكنها تحملُ في طيّاتها الكثير، وتثيرُ بنا ما تُثير.

حكاية عربية – شعبيّة، مزيج من أرض خيالية، وأحداث واقعية؛ مثل أحداث قصف الإسكندرية الذي حدث فعلاً.

تعيدنا رضوى فيها إلى التاريخ المصري، وإن كان خيالًا، نجد أنه أقرب ما يكون للواقع القديم. سلطان مصري هو حاكم لجزيرة ما في أواخر القرن التاسع عشر، وتقع هذه الجزيرة بالقرب من اليمن، تُحدّثنا فيها عن رجالها ونسائها، عبيدها وشعبها، وأحوال تسلّط الإنجليز حينها، وتُبرز فيها السلطان؛ الحاكم الظالم الذي لم يقبل شعبه أن يعيشوا ظلمًا وذلّاً تحت وطأته.

فتأتي "سراج"، وهي فكرة ورؤيا ينوّرها بطل الرواية : الطفل "سعيد"، الذي يعيشُ مغامراتٍ قاسيّة بعيدًا عن أهله، فيعودُ لهم ناضجًا وواعيًا، تضيءُ له الوقائع، ورؤياه التي خاف منها، رؤية طريق الصواب، والثورة على كلّ ظالم، حتى وإن كانت النهاية مباغتة. فهكذا هي الهزيمة..نكراء.

نجحت رضوى في إيصال الفكرة لنا، أن بعد كل ظلم : ثورة، وأن الهزيمة تأتي مباغتةً ؛ "أنتم شباب تجري الدماء الحارة في عروقكم، ولكن عندما يتقدم بكم العمر ستعرفون أن الإنسان لا يفعل دائمًا ما يتمنى، وأن الشر من حوله أقوى منه ولا يملك الانتصار عليه ...الله وحده المنتقم" .

في النهاية، الرواية خفيفة على النفس، ثقيلة الأفكار والإسقاطات الأدبيّة. لا يسعنُي وصف المزيد من شخوصها أو أحداثها. سيسعُك اكتشافها بنفسك كي تدرك أهميّتها رغم عدد صفحاتها القليل.

"القبول بالنسبي أكثر حكمة من التعلق بالمطلق"
"هذه النجوم في السماء هي أرواح أحبابنا الذين ذهبوا، نارها عذاب الفراق.. و نورها شوق الوصل و التلاقي"

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر