مشاهدة: إيناس عرابي
بطاقة الفيلم
النوع: أكشن، جريمة، إثارةسنة الإنتاج: 2014
كتابة و إخراج: Dan Gilory
بطولة: Jack Gellenhaal , Rene Russo و غيرهم
مدة المشاهدة: 117 دقيقة
التقييم حسب موقع IMDB : 7.9/10
أخرى: تم ترشيحه لجائزة الأوسكار عن أفضل نص سيناريو.
يروي الفيلم قصة شخص قد تجدونه في أي مكان و زمان، وربما كنتم تعرفون جيداً هذا النوع من الشخصيات، حيث تكثر في زمن الأزمات و الاضطراب، شخصيات تتغذى على استغلال الموقف، و قلب كل الموازين لكفة مصالحها المادية غالباً، ولكفة نفوذها وهيمنتها.
تدور أحداث الفيلم حول شاب يتحول من كونه متمرساً على السرقة، يكسب عيشه من سرقات صغيرة هنا وهناك ليبيع بعدها ما سرقه، لينتقل - بعد مصادفته لحادث على جانب الطريق ليلاً- إلى مصور ليلي للحوادث، مجرداً من أي حس أو أي قيمة، فيقصي في طريقه إلى القمة كل من قد يشكل منافساً، ليجعل من كل منافس له غريم وعدو.
بطل الفيلم شخصية معقدة و لكن لا أظنها صعُبت على ممثل مثل جاك جيلنهال، حيث أدى شخصية "لويس بلوم" وهو شخص قادر على التحسين من نفسه، يحاول ما أمكنه أن يبدو كشخص مطلع و عارف، كما يمكنه المحافظة على هدوئه حتى في أصعب الأوقات، شخصية استغلالية لأبعد الحدود، يمكنها فعل المستحيل من أجل الربح الشخصي، يمكنه و بدون أدنى تردد أن يجعل آلام الآخرين مكاسب أنانية، في سبيل نجاحه الشخصي، وما أعجبني في هذا الطرح هو إبراز شخصية بهذا القبح، وهو ما لا نراه في كثير من الافلام، حيث أن البطل غالباً محب للخير حتى لو كان شريراً، فالفيلم غيب تلك اللحظات المكرورة في الأفلام، لحظات صحوات الضمير و اللحظات الإنسانية، فالعالم ببساطة مليء بالأشرار وتجاهلنا للحقيقة لن يغير منها شيئاً.
كما يلقي الفيلم الضوء على إحدى مشاكلنا المعاصرة في مجال الإعلام، حيث أصبح الجانب الإنساني هو آخر ما قد يشغل بال بعض الصحفيين، فعوضاً عن أن يكون الخبر أداة لتوثيق الأحداث، أصبح وسيلة لكسب المال و الشهرة، وعليه فقد بتنا نرى تجاوزات عديدة من قبل الصحفيين حيث ينتقلون فيها من مراقبة الحدث إلى صناعة الحدث، وكل ذلك من أجل "خبطة صحفية". النهاية غير اعتيادية، واقعية برأيي الشخصي وممكنة الحدوث، على قسوتها، إلا أنها أقنعتني أكثر من أي نهاية أخرى محتملة، أتركها لكم لتعرفوها و تحكموا.