قلم : جمانة الياسين
سجايا.. گ عطر اللوزِ لا لوزَ دونهُ ولا خُبز..!... گ حرف الميم في وجه أمي في أثينا وفي عمّان وحول جيدِ بغداد.. گ النجم لا مواليد دونَ مسروقِ زياراته.. دونَ إغفاءاته ومنثورِ خرائطه.. !
سجايا.. مُرصّعةُ البريقِ بها لَبِناتُ أجسادنا.. كانت!!
محوناها.. ! .. نفّضنا منها أخباننا زلّةً وأبقينا على حليِّ اللاشيء.. گ المُزن تُرضعُ ماءها سودَ الصّحارى.. وفي سماء الظمئى فقيره!!
سجايا.. كان الغناءُ بها.. كانَ الغنى بها.. شُجّت حناجرنا فسالَت أوديةٌ من أرواحٍ جميلةٍ ومساحيقُ فِطره.. وأصبحنا نغرّدُ دونما لحن.. !
خليليَّ في الوفاء.. عامت مساءاتكما زيزفوناً .. قِفا على ثقبٍ من النّاي كي نبدأ..
الحبّ
هنا للقلبِ واحةُ وسبيلُ
هنا الأقداحُ ثغرٌ باسمٌ وجميلُ
هنا الكلماتُ تغدو عانساً قد أسقيت
ظفائرها المشيبةُ كوثراً مجدولُ
هنا حضنٌ گ عينِ الريم ذات دجى
يطوف عليها في تجليّها خليلُ
نحنُ لا نمتلكُ حناجراً گ حناجر صغارِ السنونو! .. بل أصغر.. بل أصغر.. !!
لماذا نظنُّ أنّ العمرَ سيكفينا لنصمت.. لماذا نعتقدُ أننا سنعيشُ إلى الوقت الذي ظنناهُ _عبثاً_ مناسباً للبوح .. ؟
لماذا نظلُّ على إنكارِ مشاعرنا حتى ينتهيَ بها المطافُ سطراً في وصيّةٍ قد يقرأها أحدهم أو لا..
( وخلقناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا ) تصريحٌ إلهيٌّ أنيق .. شِرعةٌ ومنهاجٌ قد حفّ اللهُ به طريقَنا إليه.. لحنٌ عريقٌ فيه من الحياةِ أنغامٌ ومقامات..
رفضنا ؟ .. لا ليسَ بالضبط ما فعلناه..
عصينا؟ .. تقريباً ولكن لم تكن البدايه
حِدنا.. ؟ .. أجل حِدنا.. ياليت أنّا بقينا على الدّرب ورفضنا.. يا ليتَ أنّ أقدامنا قد خدشت بحصاه وعصينا..
ولكنّا شِحنا عنه بكايناتنا.. بِ كُلّنا.. لم نبقِ معشارَ جفنٍ عالقٍ هناگ يأمّلنا بالعوده..
ومنذُ متى كان ليصيبه الدفء من نامَ تحت غطاء غيره ؟؟!
تخلّينا عن فطرتنا.. لبسنا حروفَ أبجديةٍ لا تناسبنا.. فصارت أوتارنا الصوتيةُ تقولُ نشازاً وتصرّحُ نشازاً .. أفرغنا أقلامنا من حبرها الذي قد أغدقت فيه أصلاً .. وأسقيناها حبراً مستعاراً .. كتبنا الزّيفَ حتى صاحت من كذبنا الأوراقُ..
غدونا گ روّاد الأحلامِ الجميلةِ لا يصدّقونها حتى تُكوى عيونهم.. !!
نمضي وكلما صرنا بما مضينا إليه تمنينا لو نرجع.. صار اليوم ماضٍ وياليته يعود.. نحنُ نعيش حتى نستمعَ إلى تحسّر بعضنا البعض على ما ترگ وراءه .. ويكأنّ الله قد خلق للماضي شيئاً جميلاً كان لزاماً عليه أن ينتهي حتى نبكيَ عليه..
انهضا معيَ لنؤمن يا خليليّ..
وحقّ الله ما العمر إلا إيمان.. !!
تعالا نحبّ .. تعالا نؤمن بأن القلبَ مضغةٌ لا وقتَ لفسادها.. فَ جوعُ القادمِ ليسَ مأمونَ الرّمق..
تعالا نغرفُ من أرواحنا شربةً لظمئى المشاعرِ فينا.. نروّيها.. ننمّيها.. فدربُ الله طويلٌ ونعمَ الصّديقُ صديقُ الغربةِ .. صديقُ السّفر..
التدوينات المنشورة في قسم "بأقلامكم" لا تعبر بالضرورة عن زيزفون