قلم : إيناس عرابي
من الألعاب التي كانت متداولة في حينها، الأنشطة التي كانت تشغل معظم يومنا، البرامج التي رافقتنا لسنين طويلة، إلى المأكولات المفضلة، تشارك مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ذكريات الطفولة عن طريق هاشتاغ #غرد_عن_طفولتك.
و لم يغب عن ذلك مقارنة طفولة اليوم بطفولة الأمس، وهي بالفعل مقارنة مبررة، فتسعينيات القرن الماضي تبدو كأنها من الزمن الغابر البعيد جداً مقارنة ببداية الألفية الجديدة، حيث لعبت الثورة المعلوماتية دورا أساسياً في أحداث تغيير جذري في مجتمعاتنا، تغيير شمل الطفولة، و تتفاوت الآراء حول هذا التغيير بين متحسر على خلو أيام طفولته من وسائل التسلية الحديثة و التي تتوافر بكثرة مع أطفال هذا العصر، و بين ممتن لأيام قضاها في طفولته مستمتعاً بألعاب شعبية و مغامرات مع أطفال الجيران، أيام تركت للذاكرة من اللحظات السعيدة ما يكفي ليقاوم قسوة الحياة بعد الطفولة، و تستطيع أن تلاحظ من خلال قراءة مشاركات رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الرأي الأخير هو السائد، و بالفعل، من منا لا يشتاق لمشهد أطفال يلعبون بالدحل و يتسابقون بالدراجات الصغيرة ؟!
إلا أن لكل زمن ميزاته و سماته و من الظلم أن نرجو من أطفالنا أن يعيشوا أيامنا و أن يلعبوا ألعابنا في زمن غير زمننا، زمن أصبح فيه اقتناء الأجهزة الذكية كاقتناء الأثاث للمنزل، و مع كل مخاوفنا منها إلا أننا لن نستطيع منع أطفالنا من استخدامها بشكل مطلق، ولكن قد نتمكن من ترشيد استخدامهم لها، ويبقى الجزء الأشد إيلاماً هو أطفال اليوم الذين يعيشون صراعات الكبار و يعانون ويلاتها من جوع و قهر وغياب التعليم و تفشي الموت، فهؤلاء يعيشون زمن الحرب في عصر السرعة، فلا ينالهم من السرعة سوى سرعة الموت في حصد أرواحهم و حياتهم.
وهذه بعض مشاركات هذا الوسم:
"ليت الطفولة تعود فينا، وتزرع ضحكات كانت بالبراءة توسّم!
طفولة هادئة لم تقلقها تقنيات التواصل التي جعلت أفراد الأسرة جزراً معزولة داخل البيت"
"كنت أتمنى أن الكابتن ماجد يلاقي الكابتن رابح وأشوف مين الأقوى"
"كل حلمي أركب على غيمة مثل هايدي "
"في الابتدائي إذا زعلت على المعلمة أحط مادتها بأخر الشنطة لا تسألوني وين الانتقام في الموضوع"
"كنت كل ما أركب السيارة أُراقب الشمس وهي تلحقنا"
"أكثر شي كان يدمر نفسيتي أن حلقة من سلام دانك أو أبطال الديجيتال أو كونان تفوتني"
"كنت أنتظر الأربعاء كرمال مجلة ماجد"