بأقلامكم - ثلاث رسائل إلى كنفاني


مروى الحوراني

 


إلى غسان الكاتب:

كم أنت متعب أيها الرائع بهذه الرمزية التي تستولي على مؤلفاتك، بذلك الغموض المشوق الذي يطغى على كلماتك، وتلك البساطة الأنيقة التي تختم بها ما خط قلمك، كم أنت خطير غسان، كم هو جميل ما يفيض به فكرك!

إلى غسان الفلسطيني:-

ذلك المجاهد القسامي الذي أهداك في ذكرى استشهادك صاروخاً وصل حيفا، في ذلك اليوم المبارك من أيام شهر رمضان، أتراه كان ينتقم لحادثة اغتيالك؟ أتراه قرأ "عائد إلى حيفا" ليتحالف مع كلماتها ويحولها إلى صاروخ قسامي يهتف في حيفا إنّنا هنا أيتها الحبيبة، نحن باقون يا جميلة.

أراك في تلك اللحظة تجلس خلف مكتبك تحمل في يدك اليسرى سيجارة وفي الأخرى قلماً، فنجان قهوة ساخن أمامك وروايتك "عائد إلى حيفا-" تتأمل حروفها تبحث بين ثناياها عن صاروخ القسام أين يختبأ؟ من أين ظهر؟ ثم..تبتسم لنفسك حين تجد أن كل حرف خطته يدك ينبئ بالعودة ويؤكد على البقاء.

إلى غسان الشهيد:-

لأنني أؤمن بالكلمة إيمانك بها حد الاستشهاد، اسمح لي أن أكتب على الصفحة الأولى من كل مؤلف هو لك أهداءً بقلمي لك، لي، لما جمع بيننا "فلسطيننا"، إليها بل إليكما دائما سأهدي دائما ما أكتب. يا من أرى فيه الوطن وأراه (وطناً) بهيئة رجل ترك كلمات بنكهة البندقية تدوي جيلاً بعد جيل في قلوبنا المرهقة إلا من وميض أمل أن الغد سيكون لنا.

رحمك الله غسان كنفاني

التدوينات المنشورة في قسم نبض القلم لا تعبر بالضرورة عن  زيزفون

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر