بأقلامكم - تكتلات مشاعر


غيداء طواها


الإحساسُ بالسعادةِ .. الدُّخولُ في الكآبةِ .. الامتلاءُ بالفرحِ ..

الإحاطةُ بالخوفِ .. التنَهُّدُ حزنًا .. الجنونُ حبًّا .. الانفجارُ غضبًا .. الاحمرارُ خجلًا .. الـ .. الـ .. الـ

جميعها مشاعرٌ ..

يمتزجُ بعضها أحيانًا كخلطة دواءٍ لداءٌ عُضالٍ يستحيلُ وصفها ومحالٌ حلُّها ..

يملُّ المرء تكرارَ أحدِها على الدّوام ..

ويخاف المرء تقلُّبَها بإسهابٍ كتقلُّبِ مزاج امرأةٍ انجبت طفلها الأول وسمعت خبرَ وفاةِ زوجِها في آنٍ معًا ..

ولولا أسوأَها ما وُجِدَ أفضلُها، كمتسابقٍ بكى من شدّةِ خوفِه وغُمِي فرحًا لفوزِه ..

يرى بعضُهم أنها سخافاتٌ ،، وهؤلاءِ الـ " بعض " أكثرُهم احتواءً لها ..

يُحِسُّ المرءُ بمُتعتِها حينَ يقرأُ روايةً أو يشاهدُ سلسلةَ أحداثٍ ..

يسمعُ المرء كلماتٍ تلمسُ شعورَه كموسيقى تُعزَفُ له ليطربَ عليها ..

عالمٌ كبيرٌ وفوضى عارمةٌ يكمُنانِ في قلبِ شخصٍ واحد ..

وكل شخصٍ في هذا العالم هو "الشخصُ الواحد"..

ليسَ بمقدورِ المرءِ التحكمَ في عالمهِ وليسَ بمقدورِه دراستُه كاملًا ..

يتسرعُ بعضهم في الحكمِ على ماهيّةِ شعورهِ فيُؤذي ومنهم من يندَم وهم منتشرون ..

ولا يبالي بعضُهم لعالمِه حرصًا على سلامةِ غيرِه وهم نادِرون لكنها مع ذلك تشيعُ بين الأم و ابنها ..

ويُبالي بعضُهم بعالم غَيرِه مع حرصِه على سلامةِ عالمِه وتكثرُ بين الأخِلَّاءِ ..

بعضُهم مهما فعلَ لا يَهمُّه سوى سلامةُ عالمِه لا يُؤذي ولا يهتمّ وهم كثيرون ..

ومنهم من تَتقلَّبُ حالُه بينَ هذهِ و تلكَ ..

قواعدُ كثيرةٌ وشواذُّها أكثرُ .. لا تفسيرٌ ثابتٌ لها ولا استقرارٌ ..

ولندعو الله بالأفضلِ لنا .. ولا تَتَذمَّر فأفضَلُها أحيانًا يسوءُ للعَينِ في بدايتِهِ

ويَكتَمِلُ حسنًا فيها عندَ نهايتِهِ

التدوينات المنشورة في قسم "بأقلامكم" لا تعبر بالضرورة عن زيزفون

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر