سؤال يراودني - عدوى التثاؤب

 

إعداد : أماني الجمال



هل شعرتِ يوماً بالحاجة إلى التثاؤب بمجرد ان يتثائب شخص أمامك؟

يعدّ التثاؤب إشارة يبعثها الجسم للتعبير عن حاجة أو نقص يعاني منه..كالحاجة إلى النوم، أو الراحة أو الطعام، ويعد التثاؤب من أكثر الحالات انتقالاً بالعدوى على الإطلاق، تنجم عند سماع أو رؤية أو التفكير في التثاؤب، وحتى العميان يتثاءبون عندما يسمعون عنه. ويعتبر التثاؤب التواصلي معدياً لأسباب ميكانيكيّة، أو لأنّه تقليد يقوم به اللاوعي عند رؤية الإنسان للآخر وهو يتثاءب، أو بسبب التعاطف الذي يقضي بتفهّم شعور الآخر ووضعه.

جاء في دراسة أجراها علماء من جامعة بيزا الإيطالية أن اقتراب إنسان عاطفياً من شخص ما يعد عاملاً حاسماً في التقليد غير المتعمد لهذا الشخص، وهو ما يجعل التثاؤب أكثر عدوى بين أفراد الأسرة الواحدة، ثم بين الأصدقاء، ثم المعارف، ثم بين الغرباء. وبذلك تنطوي عدوى التثاؤب ضمن نماذج التقمص العاطفي (حالة نفسية يشعر المصاب بها بنفس شعور شخص آخر أو جماعة). ومن الملاحظ أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد أو الفصام - المتميزين بضعف المهارات الاجتماعية -، ليس لهم تثاؤب معدي، وأنهم تقريبا محصنون ضده.

وفي تجربة أخرى لعلماء النفس، كانت النتيجة مختلفة، فقد تم اختيار بعض المتطوعين لمشاهدة شريط مرئي يعرض أشخاصاً يتثاءبون، ومراقبة ردود أفعالهم، فكانت خلاصتها أن عملية التثاؤب لا تنتقل إلى الجميع، بل إلى أفراد يتميزون بحساسية مفرطة واستعداد للتأثر السريع بأفكار وسلوك الأقارب والأصدقاء، فقد أكدت هذه التجربة أن بعض المتطوعين تجاوبوا بسرعة مع العرض واندمجوا في موجة من التثاؤب، بينما لم يتأثر غالبية المشاهدين، ورغم أن الجميع كانوا في حالة مماثلة من اليقظة والنشاط ولا يعانون الإرهاق أو الرغبة في النوم.

والعامل المستقل الوحيد الذي يؤثر بشكل كبير في التثاؤب المعدي هو العمر، حيث كلما زاد العمر كان الأشخاص أقل عرضة للتثاؤب، والأطفال تحت سن العامين لا يتأثرون بتثاؤب الآخرين، والسبب يعود إلى أن العدوى تنتقل من خلال الفص الجبهي غير المتكون بعد عند الأطفال في تلك السن، والفص الجبهي من الدماغ هي المنطقة التي تؤدي دوراً رئيسياً في ضبط السلوك والانفعالات.

إلا أن أغلب الاختلافات في التثاؤب المعدي لا تزال غير مفهومة، لذلك يتطلع الباحثون الآن لمعرفة ما إذا كانت هناك اختلافات وراثية تساهم في التثاؤب المعدي.

والآن هل شعرتِ برغبة في التثاؤب بعد قرائتك لهذا المقال؟ :D

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر