ميتا - هل شعرت بالديجافو من قبل؟

 

إعداد : نوار طه


وإن لم تكن سمعت بهذا المصطلح سابقاً، إلا إنك قد شعرت بالإحساس الذي يجلبه لمرة أو مرات عديدة، ذاك الإحساس حين تشعر أنك رأيت أو عايشت هذا الموقف الحاضر فيما ما مضى وبتفاصيله أيضاً، لكن هل حدث حقاً من قبل؟ لماذا يساوك هذا الشعور؟

هذه الظاهرة تعرف باسم "ديجافو" Déjà vu وهي كلمة فرنسية تعني "شوهد من قبل"، أُطلق عليها هذا الاسم من قبل العالم إمِيل بُويَرْك في كتابه مستقبل علم النفس، ويلازم هذه الظاهرة شعور بالمعرفة المسبقة وشعور بـ الرهبة والغرابة.ربما سمعت بعض التفسيرات أو التحليلات من معارفك ولكن ما هي حقيقة هذا الموضوع؟! الواقع أن العلم لم يتوصل بعد لحقائق يقينية تثبت سبب نشوء هذه الظاهرة إلا أن عدة تفسيرات وضعت لها:

التفسير العلمي الأكثر دقة ربما يرجع إلى شذوذ الذاكرة حينما تعطي مشاعر خاطئة تقول للمخ بأننا عشنا هذا الموقف من قبل لكننا لا نستطيع تذكر تفاصيل الموقف "السابق"، الشخص يستطيع استرجاع بعض التفاصيل المشوّشة في الحادثة الجديدة ولكن من المستحيل استرجاع تفاصيل الحالة الأولى (والتي كانت في بالهم عندما كانوا في الحادثة الجديدة!) وهذا عادة ما يكون بسبب تشابك في الأعصاب المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى.

فرضية مراكز الذاكرة في الدماغ


وهي أن المخ عبارة عن مناطق وكل منطقة مسؤولة عن وظيفة وما يحدث أنك عندما ترى شيئا يترجمه الجزء الخاص بالرؤية Visual Center والذي وظيفته ترجمة الإشارات إلى صورة فقط، أما فهم هذه الصورة واستيعابها أو تذكرها إذا كانت مألوفة يكون في جزء آخر يسمى Cognitive Center، وفي هذه الظاهرة يحدث في بعض الأحيان تأخر بين العمليتين وتمر برهة من الوقت تدخل فيها الصورة إلى مركز الذاكرة قبل الـ Cognitive Center ثم تذهب الصورة إليه لاحقا فيظن المخ أنه رآها من قبل.

فرضية نصفي الكرة المخية


جميعنا يعلم أن الدماغ مكون من فصين أي جزئين، أحد هذه الأجزاء متقدم (بارز) قليلا عن الآخر، وعند استقبال المخ لأي إشارة أو صورة يستقبلها الفصين معاً، إنما في بعض الأحيان يستقبل ذلك الجزء البارز أو المتقدم الصورة قبل الأخر بثواني بسيطة جداً فتعالج قبل النصف الاخر فتحدث الظاهرة.

فرضية عالم الأحلام



وتقول: إن ما نمر به من أحداث نشعر وكأنها مكررة أو صورة أخرى من موقف مضى ما هو إلا نسخة لحلم قد حلمناه مسبقاً ولكننا نسيناه ولم نتذكره، وحين يحدث نفس الموقف في حياتنا الواقعية نتذكر أننا قد مررنا بنفس هذا الموقف أو المشهد من قبل.

فرضية علم ما وراء النفس

يرى بعض من يعرفون أنفسهم بعلماء الباراسيكولوجي أو علوم التفسير العلمي للظواهر الخارقة أن ظاهرة الديجافو هي جزء من الحاسة السادسة، بحيث استطاع وعي الإنسان وعقله أن يصل إلى الحدث ومفرداته ووقائعه قبل حدوثه بلحظات قليلة جداً، وعندما مر الحدث بان وكأنه مر به الإنسان من قبل مضى أو أن يكون قد رآه قبل هذا اليوم.

فرضية العينين


تفسير علمي آخر لظاهرة (دِيْ چاڤو) وهذا التفسير يتعلق بحاسة النظر بحيث أن إحدى العينان تسجل الحادثة أسرع قليلاً عن العين الأخرى، فبعد لحظات قصيرة عندما تقع الحادثة، يُخيل لنا بأننا رأينا هذا الموقف من قبل! لكن من عيوب هذه النظرية أنها لا تقدم تفسير لتداخل الحواس الأخرى في الحادثة كالسمع واللمس، وأيضا أن الــ"دَيْ چاڤو" حدث لأشخاص لا يرون إلا بعين واحدة (أعور).

وأيضا هناك تفسير آخر يقول بأن الـ(دَيْ چاڤو) ما هي إلا نتيجة معلومات قد تعلمناها من قبل ونسيناها والآن استطعنا استرجاعها فيُخيّل لنا بأننا نعيش الموقف مرتين باعتماد أن (المخ البشري لا يمسح أي معلومة سجلها وإن نسيناها).
تأثير بعض الأدوية

بعض الأدوية ترفع نسبة حدوث الـ(دَيْ چاڤو). في عام ٢٠٠٢, تمكن عالمان من دراسة رجل ظهرت عليه علامات "الديجافو" عند تناوله دواء ال أمانتادين و فَنيلبروبانولامين (لعلاج أعراض انفلونزا حلّت به) هذا الرجل أحبّ هذا الشعور وبدأ يزور طبيبه النفسي لتسجيل ما يشعر به. هذان العالمان وصلا لنظرية بأن الـ (دَيْ چاڤو) هو نتيجة تأثير المعدلات العالية من مادة الـ"دوبامين"- أحد الموصلات العصبية للمخ- على بعض الخلايا في الفص الصدغي للمخ.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

تعليقات فيسبوك
تعليقات بلوجر